ما حدث الأسبوع الماضي كان حدثًا عظيمًا ولحظة مفصلية في تاريخ سوريا. لقد منحنا هذا الأمل بمستقبل أفضل. ومع ذلك، يجب أن ندرك أن أمامنا طريقًا طويلًا لبناء بلد مستقر وآمن. لقد تم تدمير البنية التحتية والنسيج الاجتماعي في سوريا بشكل منهجي تحت حكم الأسد، وإعادة بنائهما ستتطلب جهدًا ووقتًا هائلين.
لكي نحقق نظامًا سياسيًا عادلًا وشاملًا حقًا، يجب أن نؤسس فصلًا واضحًا بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية. علينا إعادة صياغة الدستور، وإصلاح القوانين القديمة، وضمان حماية حقوق الجميع. لا يمكن تحقيق هذا بمجرد منشور على فيسبوك أو إعلان على تليغرام. الواقع أكثر تعقيدًا بكثير.
وهذا يقودني إلى جوهر رسالتي: علينا أن نتحمل المسؤولية عن أفعالنا وأن نفكر في تأثيرها على الآخرين.
لقد سلطت الأخبار الأخيرة من الاتحاد الأوروبي الضوء على هذه القضية. فقد جمدت عدة دول أوروبية معالجة طلبات اللجوء لآلاف السوريين. السبب؟ لأن بعض السوريين—في الخارج وداخل سوريا—كانوا يحتفلون ويدّعون أن الوضع الآن آمن للعودة. البعض يقول إن الخدمة العسكرية قد أُلغيت، وآخرون يعتقدون أن هناك عفوًا عامًا سيطبق على الجميع. لكن الحقيقة أنه لا يوجد تأكيد رسمي من الحكومة السورية أو البرلمان. لم تُسن أي قوانين جديدة، والوضع على الأرض ما زال هشًا للغاية، والأمن غير مستقر.
هذا الأمر له عواقب وخيمة. آلاف طالبي اللجوء في الاتحاد الأوروبي، الذين خاطروا بحياتهم للعثور على الأمان، باتوا الآن في وضع معلق. هذا التجميد يؤثر بشكل غير عادل على الأكثر ضعفًا, اللاجئين الذين ليس لديهم جنسية أو حماية قانونية في أوروبا. وفي الوقت نفسه، يستطيع السوريون الذين يحملون جنسية أوروبية زيارة سوريا بحرية دون أن يتأثروا بتبعات هذه التغيرات في السياسات.
لا تنسوا: الملايين من اللاجئين السوريين ما زالوا يعيشون في أوروبا. إذا انتشر الانطباع بأن سوريا “آمنة”، فقد يؤدي ذلك إلى عمليات ترحيل جماعي. وسوريا في وضعها الحالي لا تستطيع دعم تدفق اللاجئين العائدين، وكثيرون ممن بدأوا بناء حياتهم من جديد في دول أخرى ليسوا مستعدين للعودة, خاصةً تحت الإكراه.
للتوضيح: أنا شخصيًا لست متأثرًا بهذا كوني مواطنًا بريطانيًا و انظّر من خلف شاشة موبايلي، لكنني أعرف شعور العيش تحت تهديد دائم بالترحيل. إنه شعور لا أتمنى أن يعيشه أحد.
احتفلوا بهذه اللحظة العظيمة لسوريا—فهي مستحقة بلا شك. لكن أرجوكم، فكروا بعمق في كيفية تأثير أفعالنا وأقوالنا على الآخرين. كونوا يقظين، واسألوا الأسئلة، وحاسبوا من هم في السلطة. هذا هو الطريق الوحيد للمضي قدمًا نحو مستقبل أفضل لسوريا ولكل السوريين.
أتمنى لسوريا مستقبلًا مشرقًا ومزدهرًا للجميع.