إصلاح الأنظمة السورية للبناء: تحليل مقارن وخارطة طريق استراتيجية

إصلاح الأنظمة السورية للبناء: تحليل مقارن وخارطة طريق استراتيجية

مقدمة

تقف الجمهورية العربية السورية عند نقطة تحول مهمة. تواجه سوريا مهمة إعادة إعمار ضخمة بعد أكثر من عشر سنوات من الصراع المدمر، والزلازل الكارثية الأخيرة في عام 2023. لقد تضررت البيئة العمرانية في البلاد بشكل كبير. كما كشفت هذه الأحداث عن نقاط ضعف قديمة في ممارسات البناء والرقابة التنظيمية.

يقدم هذا التقرير مراجعة شاملة لأنظمة البناء السورية. كما يتضمن تحليلاً للأطر التنظيمية في الأردن، إسرائيل، الإمارات العربية المتحدة، قبرص، اليونان، إسبانيا، إيطاليا، والمملكة المتحدة.

تحديات أنظمة البناء السورية الحالية

غالباً ما تكون أنظمة البناء السورية الحالية قديمة. وهذا يشمل الكود العربي السوري للتصميم الزلزالي. الأهم من ذلك، أنها تعاني من انهيار شبه كامل لآليات التنفيذ. هذا الانهيار حدث بسبب الصراع الطويل، وضعف القدرة المؤسسية، ومشكلات منتشرة مثل الفساد.

لقد أكدت زلازل عام 2023 بشكل مأساوي العواقب الخطيرة للبناء الذي لا يلتزم بالمعايير. نتج عن ذلك عشرات الآلاف من الضحايا ودمار واسع النطاق. علاوة على ذلك، تعرضت قوانين التخطيط الحضري والممتلكات التي صدرت خلال النزاع لانتقادات. هذه القوانين، مثل القانون رقم 23 لعام 2015 والقانون رقم 10 لعام 2018، قد تقوض حقوق السكن والأرض والملكية (HLP). وهذا يشكل تحديات كبيرة لإعادة الإعمار العادلة.

دروس من التحليل المقارن

يكشف التحليل المقارن أن البلدان الأخرى قد تبنت أكواد بناء أكثر تقدماً. هذه الأكواد يتم تحديثها بانتظام وتطبيقها بقوة. تشمل الدروس الرئيسية المستفادة أهمية ما يلي:

  • هيئات مستقلة وكفؤة: وجود هيئات مستقلة وذات كفاءة فنية لتطوير الكود والرقابة عليه (مثل إسرائيل والأردن).

  • تبني الأكواد الدولية: التبني التدريجي للأكواد الدولية الحديثة (مثل الإمارات العربية المتحدة).

  • أطر وطنية قوية: وجود أطر وطنية قوية للتصميم الزلزالي (مثل اليونان وإيطاليا وقبرص).

  • كفاءة الطاقة وسلامة الحرائق وإمكانية الوصول: وجود أطر لكفاءة الطاقة (مثل دول الاتحاد الأوروبي والإمارات العربية المتحدة)، وسلامة الحرائق، وإمكانية الوصول.

  • استراتيجيات التجديد الحضري المتكاملة: استراتيجيات متكاملة للتجديد الحضري مرتبطة بالسلامة الزلزالية (مثل إسرائيل وقبرص).

ومع ذلك، يجب تكييف هذه النماذج الدولية بعناية لتناسب الواقع الفريد لسوريا بعد الصراع. ويشمل ذلك أزمة حقوق السكن والأرض والملكية لديها، وقدرتها المؤسسية المحدودة.