سوريا ما بعد الأسد: انهيار الدولة وعودة “العصبية”  تحليل تاريخي وسوسيولوجي للمرحلة الانتقالية

سوريا ما بعد الأسد انهيار الدولة وعودة “العصبية”  تحليل تاريخي وسوسيولوجي للمرحلة الانتقالية

المقدمة: سقوط الصنم وتصدع البنيان

في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، شهد العالم نهاية دراماتيكية لحقبة استمرت أكثر من نصف قرن، مع انهيار نظام حكم عائلة الأسد في سوريا. لم يكن السقوط نتيجة معركة فاصلة واحدة، بل كان تتويجاً لعملية انهيار متسارعة بدأت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، وتدحرجت ككرة ثلج من إدلب إلى حلب، ثم حماة وحمص، لتصل أخيراً إلى قلب العاصمة دمشق.1 إن السرعة المذهلة لهذا الانهيار لا تكشف فقط عن القوة العسكرية والتخطيط الدقيق لفصائل المعارضة، بل تشير بشكل أعمق إلى الهشاشة البنيوية والتآكل الداخلي الذي أصاب جسد الدولة السورية تحت وطأة عقود من الاستبداد وحرب أهلية مدمرة استمرت 13 عاماً.1

يطرح هذا التقرير فرضية مركزية مفادها أن انهيار الدولة السلطوية شديدة المركزية في سوريا لا يخلق مجرد فراغ في السلطة، بل يعيد إلى السطح بنى اجتماعية وهويات أولية (قبلية، طائفية، مناطقية) كانت مكبوتة تحت قبضة أمنية حديدية، ولكنها لم تختفِ يوماً. هذا الوضع يعكس بشكل لافت ومقلق الديناميكيات الاجتماعية والسياسية التي سادت في شبه الجزيرة العربية قبل بزوغ فجر الإسلام، حيث كانت “العصبية” هي المحرك الأساسي للولاء والصراع في غياب سلطة مركزية جامعة. إن فهم التحديات التي تواجه سوريا اليوم يتطلب، إذن، تجاوز التحليل السياسي الآني والغوص في طبقات أعمق من التاريخ وعلم الاجتماع.

لتحقيق هذا الهدف، سيتبع التقرير هيكلاً تحليلياً متدرجاً. يبدأ الفصل الأول بوضع الإطار النظري والتاريخي، مستلهماً من البنية القبلية في العصر الجاهلي، ونظرية “العصبية” الخلدونية، ونموذج “صحيفة المدينة” كعقد اجتماعي تاريخي. سيتم استخدام هذا الإطار كعدسة تحليلية في الفصل الثاني لفهم ديناميكيات انهيار الدولة السورية في ديسمبر 2024. أما الفصل الثالث، فسيقوم بتشخيص التحديات الهائلة التي تواجه المرحلة الانتقالية على الأصعدة الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. وفي الفصل الرابع، سيتم تطبيق مفهوم “العصبية” بشكل مباشر لتحليل عودة الهويات الفرعية وصعودها كفاعل أساسي في المشهد السوري الجديد. وأخيراً، يستشرف الفصل الخامس سبل بناء عقد اجتماعي جديد وهوية وطنية جامعة، مستفيداً من الدروس التاريخية والواقعية، بهدف تجنب الانزلاق نحو حالة من الفوضى والصراع المستدام التي تشبه “أيام العرب” في الجاهلية.

الفصل الأول: الإطار النظري والتاريخي  من القبيلة إلى الدولة

لفهم عمق الأزمة السورية الراهنة، لا بد من العودة إلى نماذج تاريخية وسوسيولوجية تفسر سلوك المجتمعات عند غياب السلطة المركزية. يوفر تاريخ شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، مقترناً بالرؤى الثاقبة لابن خلدون، إطاراً نظرياً غنياً يسمح بتشريح الظواهر التي نشهدها اليوم من تشرذم وصعود للهويات الأولية.

 مجتمع ما قبل الدولة: البنية القبلية وغياب السلطة المركزية في الجاهلية

كانت البنية الاجتماعية والسياسية في معظم أنحاء شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام تتمحور حول “القبيلة” باعتبارها الوحدة الأساسية التي تنظم حياة الأفراد والجماعات.4 لم تكن القبيلة مجرد تجمع سكاني، بل كانت كياناً متكاملاً يوفر لأعضائه الهوية والأمن والحماية الاجتماعية والاقتصادية. كانت تتألف من نواة صلبة هم “الصليبة”، أي الذين تربطهم روابط الدم والنسب الواحد، ويلتف حولهم “الحلفاء” من أفراد أو قبائل أصغر لجأت إليهم طلباً للحماية، وفي قاعدة الهرم الاجتماعي كان يوجد “العبيد” الذين تم الحصول عليهم عبر الحرب أو الشراء.4 على رأس هذا الكيان كان يقف “شيخ القبيلة”، الذي لم تكن سلطته مطلقة بل كانت تستند إلى مكانته الشخصية وصفاته كالحكمة والشجاعة والكرم، وإلى رضا كبار رجال القبيلة.4

كانت السمة الأبرز لهذا النظام السياسي هي غياب سلطة مركزية جامعة. فباستثناء الممالك التي قامت على أطراف شبه الجزيرة، مثل الغساسنة في الشام والمناذرة في العراق، والتي كانت في جوهرها دولاً “وظيفية” تابعة للقوى العظمى آنذاك، الإمبراطوريتين البيزنطية والساسانية 5، كان معظم شيوخ القبائل في قلب الجزيرة مستقلين لا يخضعون لأحد.5 هذا الغياب للدولة بمفهومها الحديث، أي المؤسسة التي تحتكر العنف المشروع وتفرض قانوناً موحداً على إقليم محدد، أدى إلى حالة من السيولة السياسية والصراع شبه الدائم.

تجلت هذه الحالة في ظاهرة “أيام العرب”، وهي التسمية التي أطلقت على المعارك والحروب التي لا تنتهي بين القبائل.7 وقد أحصى المؤرخون ما يزيد على 1700 من هذه “الأيام”، مما يدل على أن الحرب كانت هي الحالة الطبيعية والسلام هو الاستثناء.8 كانت أسباب هذه الحروب متعددة ومتشابكة؛ فمنها ما يعود إلى التنافس على الموارد الشحيحة في بيئة صحراوية قاسية، كالنزاع على آبار المياه ومنابت الكلأ 9، ومنها ما يتعلق بالدفاع عن الشرف وحماية الجار والأخذ بالثأر، وهو دافع قوي في مجتمع قائم على العزة والكرامة القبلية.9 والمثير للدهشة أن حروباً طاحنة دامت لعقود، مثل “حرب البسوس” بين بكر وتغلب، اندلعت بسبب مقتل ناقة، و”حرب داحس والغبراء” بين عبس وذبيان التي استمرت سنوات، كان سببها خلافاً على نتيجة سباق خيل.9

إن هذه الحروب، سواء التي وقعت بين بطون القبيلة الواحدة، والتي كانت أشدها خطراً على وحدة القبيلة وقد تؤدي إلى فنائها، أو تلك التي دارت بين قبائل مختلفة، تكشف عن طبيعة الحياة السياسية المتشظية والهشة في غياب عقد اجتماعي يجمع هذه الوحدات المتنافرة تحت مظلة واحدة.8 العلاقة بين غياب الدولة المركزية وهيمنة الولاءات القبلية لم تكن مجرد صدفة، بل كانت علاقة سببية مباشرة. ففي ظل غياب مؤسسة قادرة على فرض القانون وتوفير الأمن للجميع، تصبح العصبية القبلية هي الآلية الوحيدة المتاحة للبقاء والدفاع عن المصالح. وعليه، لم تكن “أيام العرب” مجرد سلسلة من الأحداث الدموية العشوائية، بل كانت النتيجة المنطقية والطبيعية لبنية سياسية تفتقر إلى مفهوم الدولة.

 “العصبية” الخلدونية: محرك التاريخ ومنطق السلطة

قدم العلامة عبد الرحمن بن خلدون في “مقدمته” الشهيرة نظرية متكاملة لتفسير صعود وهبوط الدول، محورها مفهوم “العصبية”. يمكن تعريف العصبية بأنها “الوعي الجماعي” أو “روح التضامن” التي تربط أفراد جماعة ما، وتدفعهم إلى التناصر والتعاضد.11 تنبع هذه العصبية في شكلها الأولي والأقوى من رابطة الدم والنسب، “لأن النعرة على ذوي القربى والأرحام طبيعية في البشر” 12، ولكنها يمكن أن تتوسع لتشمل ما هو في معنى النسب، مثل التحالفات (الحلف والولاء) أو طول المعاشرة والصحبة.13

يرى ابن خلدون أن العصبية هي المحرك الأساسي للتاريخ السياسي. فهي القوة التي تمكن الجماعات من الدفاع عن نفسها، ومن ثم التغلب على الآخرين والمطالبة بالسلطة. فـ”الغاية التي تجري إليها العصبية هي الملك”.11 إن الوصول إلى “المُلك”، أي تأسيس الدولة، يتطلب بالضرورة القتال والمغالبة، وهذا لا يمكن أن يتم إلا بجماعة متحدة تمتلك عصبية قوية تدفع أفرادها إلى “الاستماتة كل واحد دون صاحبه”.14

لكن ابن خلدون يقدم رؤية حاسمة تتعلق بالعرب على وجه الخصوص. فهو يرى أنهم، بسبب ما جُبلوا عليه من “الأنفة وبُعد الهمة والمنافسة في الرياسة”، هم “أصعب الأمم انقياداً بعضهم لبعض”، ولذلك “قلما تجتمع أهواؤهم”.14 من هذا المنطلق، يستنتج ابن خلدون أن الملك لا يحصل للعرب إلا بوجود “صبغة دينية” من نبوة أو ولاية أو أثر عظيم من الدين على الجملة. فالدين هو القادر على إزالة التنافس والتحاسد الذي تفرزه العصبيات القبلية المتنافرة، ويوحد وجهتهم نحو هدف أسمى، فيسهل انقيادهم واجتماعهم.13 وهكذا، فإن الدعوة الدينية تحتاج إلى عصبية لتحميها وتنصرها، والعصبية العربية تحتاج إلى دعوة دينية لتصهرها في بوتقة واحدة قادرة على تأسيس دولة مستقرة.

تكتمل نظرية ابن خلدون بفكرة “دورة الدولة” أو “أعمار الدول”. فالدولة، مثلها مثل الكائن الحي، لها عمر طبيعي. تبدأ دورتها بعصبية قوية، غالباً ما تكون بدوية، تتميز بالخشونة والبأس، فتتمكن من هدم دولة قائمة وتأسيس دولتها على أنقاضها. ثم تنتقل هذه العصبية الحاكمة من البداوة إلى الحضارة، ومن الخشونة إلى الترف ورغد العيش في المدن. هذا التحول يؤدي حتماً إلى تآكل العصبية وضعفها، حيث يفقد الناس بأسهم وشجاعتهم، وتصبح الدولة هرمة وعاجزة عن الدفاع عن نفسها، لتكون في النهاية فريسة سهلة لعصبية جديدة شابة وقوية قادمة من هوامش الدولة، لتعيد الدورة نفسها من جديد.11

 “صحيفة المدينة”: نموذج تاريخي لعقد اجتماعي تعددي

في خضم مجتمع يثرب (المدينة المنورة) الذي كان يعاني من الانقسام والحروب القبلية الطاحنة، وأشهرها “يوم بعاث” بين قبيلتي الأوس والخزرج 8، قدم الإسلام عند هجرة النبي محمد ﷺ نموذجاً فريداً لتجاوز هذا الواقع المتشظي. تمثل هذا النموذج في “صحيفة المدينة”، التي يعتبرها الكثير من الباحثين أول دستور مكتوب في التاريخ يؤسس لدولة المواطنة.16 لم تكن هذه الوثيقة مجرد معاهدة صلح، بل كانت عقداً اجتماعياً وسياسياً متكاملاً هدف إلى تنظيم العلاقات بين مختلف مكونات مجتمع المدينة الجديد.

كان المبدأ التأسيسي الأهم في الصحيفة هو إعلانها أن المسلمين من المهاجرين والأنصار، ومن تبعهم ولحق بهم، يشكلون “أمة واحدة من دون الناس”.18 هذا الإعلان كان ثورياً بكل المقاييس، لأنه نقل أساس الانتماء من رابطة الدم والقبيلة إلى رابطة العقيدة والعقد الاجتماعي، مؤسساً لهوية سياسية جامعة تتجاوز الولاءات الضيقة.

لم تقتصر هذه “الأمة” على المسلمين فقط، بل أقرت الصحيفة مبدأ المواطنة المتعددة، حيث نصت بوضوح على أن “يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم”.18 هذا الاعتراف منح اليهود، وغيرهم من القبائل التي انضمت للعهد، حقوق المواطنة الكاملة مقابل واجبات محددة، وأقر لهم حرية المعتقد وممارسة شعائرهم.17 لقد أسست الصحيفة لمجتمع تعددي يقوم على العقد وليس على الإكراه أو الانصهار القسري.

ولإنهاء حالة الفوضى و”قانون الغاب” التي كانت سائدة، أرست الصحيفة مبدأين حاسمين: الأمن المشترك والمرجعية العليا. أما الأمن المشترك، فقد نصت الوثيقة على أن “يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة”، وأن “بينهم النصر على من دهم يثرب”.18 بهذا، تحول أمن المدينة من مسؤولية كل قبيلة على حدة إلى مسؤولية جماعية تقع على عاتق جميع الموقعين على الصحيفة، مما يضع حداً للغزوات والحروب الداخلية. وأما المرجعية العليا، فقد حسمت الصحيفة آلية فض النزاعات التي كانت المصدر الرئيسي للحروب، بالنص على أن “ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد رسول الله”.18 هذا البند نقل سلطة القضاء والفصل في الخصومات من شيوخ القبائل ومنطق القوة والثأر إلى سلطة مركزية عليا، مما شكل النواة الحقيقية لقيام الدولة وسيادة القانون.

الفصل الثاني: الانهيار الكبير – تفكك الدولة السورية (ديسمبر 2024)

بعد أكثر من نصف قرن من الحكم بقبضة حديدية، انهار نظام عائلة الأسد في سوريا بشكل دراماتيكي وسريع، تاركاً وراءه فراغاً هائلاً ومشهداً سياسياً وأمنياً بالغ التعقيد. يمثل هذا الانهيار لحظة مفصلية ليس فقط في تاريخ سوريا الحديث، بل في تاريخ المنطقة بأسرها.

 عشرة أيام هزت سوريا: التسلسل الزمني للسقوط

بدأت النهاية الفعلية لنظام الأسد في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، عندما أطلقت هيئة تحرير الشام (المصنفة كتنظيم إرهابي لدى بعض الدول) وفصائل معارضة أخرى عملية عسكرية واسعة النطاق تحت مسمى “ردع العدوان”.1 ما بدا في البداية كجولة أخرى من جولات الصراع الممتد منذ عام 2011، سرعان ما تحول إلى هجوم خاطف كشف عن الضعف العميق الذي كان ينخر في بنية النظام. خلال أيام قليلة، سقطت المدن الكبرى كأحجار الدومينو: حلب، أكبر مدن سوريا، سقطت بسهولة لافتة، تلتها حماة، ثم حمص، معاقل النظام التقليدية.2

كان انهيار القوات المسلحة السورية هو العامل الحاسم في هذا السقوط المتسارع. لم يكن الأمر مجرد هزيمة عسكرية، بل كان تفككاً شاملاً. تشير التحليلات إلى أن هذا الانهيار لم يكن وليد اللحظة، بل هو نتاج عوامل متراكمة على مدى سنوات طويلة من الحرب. لقد عانى الجيش من تآكل شديد في الروح المعنوية، واستنزاف في الأرواح والمعدات، وتفشي الفساد في صفوف قياداته.1 الأهم من ذلك، يبدو أن الحلفاء الرئيسيين للنظام، وتحديداً روسيا، قد تخلوا عن تقديم الدعم الفعال في اللحظات الأخيرة، ربما لقناعتهم بأن النظام لم يعد قابلاً للاستمرار، أو في إطار حسابات جيوسياسية أوسع.3 لقد اعترف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في عام 2017 بأنه لولا التدخل الروسي لكان النظام قد سقط في غضون أسابيع 22، وفي ديسمبر 2024، بدا أن هذا الدعم قد تم سحبه.

وصلت عملية الانهيار إلى ذروتها في 7 و 8 ديسمبر/كانون الأول. مع اقتراب قوات المعارضة من دمشق من عدة محاور، وانسحاب قوات النظام من ضواحي العاصمة، سادت حالة من الفوضى والارتباك.23 وفي صباح يوم 8 ديسمبر، انتشرت الأنباء التي أكدتها لاحقاً مصادر روسية: بشار الأسد قد فر من البلاد، ليحصل لاحقاً على حق اللجوء في موسكو.3 ومع دخول فصائل المعارضة إلى قلب دمشق دون مقاومة تذكر، أُعلن رسمياً عن نهاية حقبة حكم عائلة الأسد التي بدأت بانقلاب حافظ الأسد عام 1971.23

 فراغ السلطة: المشهد المباشر لما بعد السقوط

مع سقوط رأس النظام، دخلت سوريا في حالة من فراغ السلطة المحفوف بالمخاطر. كانت الساعات والأيام الأولى حاسمة لتحديد مسار “اليوم التالي”. أظهر قادة المعارضة، وعلى رأسهم أحمد الشرع (المعروف بأبو محمد الجولاني)، وعياً واضحاً بضرورة تجنب الفوضى الشاملة التي أعقبت سقوط أنظمة أخرى في المنطقة، وتحديداً التجربة العراقية بعد عام 2003. تمثل هذا الوعي في خطاب أولي ركز بشكل أساسي على “حماية مؤسسات الدولة من الانهيار”.1

كانت الخطوة الأولى هي تكليف رئيس الوزراء في حكومة النظام السابق، محمد غازي الجلالي، بتشكيل حكومة تسيير أعمال مؤقتة للإشراف على المؤسسات إلى حين تسليمها رسمياً.1 كانت هذه الخطوة بمثابة رسالة تطمين مزدوجة: رسالة للداخل بأن الخدمات الأساسية لن تتوقف، ورسالة للخارج بأن القوى الجديدة ليست حركة فوضوية تسعى لهدم الدولة، بل قوة منظمة تهدف إلى السيطرة عليها وإعادة تشكيلها.

هذه الاستراتيجية الذكية على المدى القصير، والتي تهدف إلى الإمساك بـ”شكل” الدولة وهيكلها البيروقراطي بعد تفكك “جوهرها” القمعي، تخلق مفارقة خطيرة على المدى الطويل. فالسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو: هل يمكن بناء دولة جديدة تعددية وعادلة على أنقاض وبأدوات الدولة القديمة التي ثار عليها الشعب؟ إن هذه المؤسسات ذاتها – الجيش، الأجهزة الأمنية، القضاء، البيروقراطية – كانت على مدى عقود أدوات للقمع والفساد.25 وفي حين أن الحفاظ عليها ضروري لمنع الفوضى، فإن المطالب الشعبية الأساسية للثورة تتمحور حول العدالة والمساءلة، وهو ما يستلزم بالضرورة تفكيك هذه المؤسسات أو تطهيرها بشكل جذري.26 هذا التناقض الجوهري بين ضرورة الحفاظ على النظام لمنع الفوضى، وضرورة تفكيكه لتحقيق العدالة، سيشكل المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي في المرحلة الانتقالية.

جاءت ردود الفعل على السقوط سريعة ومتباينة. في الداخل، عمت الاحتفالات مناطق واسعة من سوريا، حيث اعتبر الكثيرون يوم 8 ديسمبر “عيداً وطنياً” وخلاصاً من عقود من القهر.3 أما على الصعيد الإقليمي والدولي، فقد سادت حالة من الترقب الحذر والقلق. دول الجوار مثل العراق سارعت إلى تأمين حدودها وإخلاء سفاراتها.3 لكن رد الفعل الأكثر عنفاً وحسماً جاء من إسرائيل، التي استغلت فراغ السلطة لتشن “أكبر عملية جوية في تاريخها” بهدف تدمير البنية التحتية العسكرية والترسانة الصاروخية للجيش السوري، وبسط سيطرتها على المنطقة العازلة في الجولان، فارضةً أمراً واقعاً جديداً على الأرض.24

الفصل الثالث: تحديات “اليوم التالي” – سوريا على مفترق طرق

مع انقشاع غبار المعارك وسقوط النظام، وجدت سوريا نفسها أمام واقع جديد مركب ومجموعة هائلة من التحديات التي تهدد بتحويل فرحة التحرير إلى كابوس من الفوضى والانقسام. تمتد هذه التحديات لتشمل كافة مناحي الحياة، من الأمن والسياسة إلى الاقتصاد والمجتمع، وتشكل اختباراً حقيقياً لقدرة السوريين على بناء دولتهم الجديدة.

التحدي الأمني: من يملك السلاح يملك القرار؟

كان التحدي الأكثر إلحاحاً هو التحدي الأمني. فمع انهيار الجيش النظامي، لم تؤول السيطرة إلى قوة عسكرية واحدة وموحدة، بل إلى فسيفساء معقدة من الفصائل المسلحة ذات الأيديولوجيات والمصالح والداعمين الخارجيين المختلفين. تحولت خريطة سوريا العسكرية إلى أرخبيل من مناطق النفوذ، مما يطرح السؤال الجوهري: من يملك السلاح يملك القرار؟

تتوزع القوى العسكرية الرئيسية على الأرض بشكل يجعل مهمة توحيد البلاد شبه مستحيلة في المدى المنظور. في قلب البلاد، في دمشق والمدن الرئيسية، تسيطر قوات الحكومة الانتقالية التي تشكل هيئة تحرير الشام (التي تم حلها اسمياً) نواتها الصلبة.25 في الشمال، ينتشر “الجيش الوطني السوري” المدعوم بشكل مباشر من تركيا، وهو عبارة عن تحالف فضفاض من فصائل مختلفة.27 وفي شمال شرق البلاد، تسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ذات الغالبية الكردية والمدعومة من الولايات المتحدة على مساحات شاسعة غنية بالنفط والغاز.25 وفي الجنوب الشرقي، في منطقة التنف، يتمركز “جيش سوريا الحرة” (جيش مغاوير الثورة سابقاً) تحت الحماية الأمريكية المباشرة. وأخيراً، في الجنوب في درعا والسويداء، توجد فصائل محلية مثل تلك التي يقودها أحمد العودة، والتي كانت جزءاً من اتفاقات المصالحة السابقة مع النظام.25

الجدول 1: أبرز الفاعلين المسلحين في سوريا ما بعد الأسد (ديسمبر 2024)

الفصيل/الجهةالتوجه الأيديولوجي/السياسيمناطق النفوذ الرئيسيةالقائد/القيادةالداعم الخارجي الرئيسي
قوات الحكومة الانتقالية (نواة هيئة تحرير الشام سابقاً)إسلامي سني، براغماتيدمشق، حلب، حماة، حمص، إدلبأحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)قطر، تركيا (بشكل غير مباشر)
الجيش الوطني السوري (SNA)إسلامي، وطني، متنوعشمال حلب (درع الفرات، غصن الزيتون)قيادات متعددةتركيا
قوات سوريا الديمقراطية (قسد)يساري، كردي، علمانيشمال شرق سوريا (الحسكة، دير الزور)مظلوم عبديالولايات المتحدة
جيش سوريا الحرة (جيش مغاوير الثورة سابقاً)وطني، علمانيمنطقة التنف (55 كم)قيادة مدعومة أمريكياًالولايات المتحدة، الأردن
فصائل الجنوب (اللواء الثامن سابقاً)محلي، مصالحات سابقةدرعا، السويداءأحمد العودةروسيا (سابقاً)، الأردن
فلول الجيش السوري/مليشيات مواليةموالون للنظام السابق (علويون وغيرهم)جيوب في الساحل، ريف حمصقيادات أمنية وعسكرية سابقةإيران، روسيا (بشكل متناقص)

أمام هذا الواقع المتشظي، تبرز معضلة بناء جيش وطني جديد كأكبر تحدٍ أمني. فالأمر يتطلب إما دمج هذه الفصائل المتنافرة في هيكل عسكري واحد تحت عقيدة وطنية جامعة، وهو ما يصطدم بتناقض الأيديولوجيات والولاءات الخارجية، أو محاولة نزع سلاحها بالقوة، وهو ما قد يشعل حرباً أهلية جديدة بين مكونات المعارضة نفسها.26

يزيد من تعقيد المشهد استمرار وجود القواعد العسكرية الأجنبية التي تحولت إلى جزء من الواقع السوري. فالقواعد الروسية في حميميم وطرطوس، والوجود التركي في الشمال، والقواعد الأمريكية في الشرق والتنف، لا تمثل فقط انتهاكاً للسيادة، بل تعمل كضامن لبقاء مناطق النفوذ المختلفة وتمنع أي طرف من حسم الصراع عسكرياً.27 وتعكس تصريحات الرئيس الانتقالي أحمد الشرع حول إجراء مفاوضات مع روسيا وتركيا بشأن مستقبل وجودهما العسكري، اعترافاً بواقعية سياسية مفادها أن التعامل مع هذه القوى أمر لا مفر منه، وأن طردها بالقوة خيار غير مطروح.30

يضاف إلى كل ذلك، العدوان الإسرائيلي الذي استهدف بشكل ممنهج ما تبقى من الترسانة العسكرية السورية. إن أهداف إسرائيل، كما تشير التحليلات، تتجاوز مجرد تأمين حدودها، لتمتد إلى محاولة فرض واقع استراتيجي جديد يتمثل في “سوريا منزوعة السلاح”، وحرمان أي حكومة مستقبلية من القدرة على تشكيل تهديد عسكري، وتهميش قضية الجولان المحتل بشكل دائم.24

التحدي السياسي والحوكمة: البحث عن شرعية مفقودة

على الصعيد السياسي، كان التحدي المباشر هو ملء فراغ السلطة وتشكيل حكومة قادرة على إدارة البلاد. تم ذلك على مرحلتين: الأولى، حكومة تسيير أعمال مؤقتة برئاسة محمد البشير، الذي كان رئيساً لـ”حكومة الإنقاذ” في إدلب.31 والثانية، في مارس 2025، تم تشكيل حكومة انتقالية موسعة ألغي فيها منصب رئيس الوزراء، وأصبح الرئيس الانتقالي أحمد الشرع يشرف على الوزراء مباشرة.33

على الرغم من محاولة إظهار هذه الحكومة بمظهر حكومة “تكنوقراط” تضم كفاءات من مختلف الخلفيات، بما في ذلك ممثلين عن بعض الأقليات (درزي، كردي، علوي، ووزيرة مسيحية) 35، إلا أنها واجهت انتقادات واسعة. يرى كثير من المراقبين والناشطين السوريين أن هذه التشكيلة هي مجرد واجهة تخفي هيمنة “رفاق السلاح” السابقين في هيئة تحرير الشام على المناصب السيادية والحساسة.35 هذا التصور قوّض شرعية الحكومة منذ يومها الأول، وأثار مخاوف من استبدال استبداد البعث باستبداد جديد ذي صبغة دينية.35

جاء التحدي الأكبر لشرعية ووحدة الدولة من شمال شرق البلاد، حيث أعلنت “الإدارة الذاتية” الكردية رفضها التعامل مع الحكومة الجديدة، معتبرة أنها تكرس نهجاً مركزياً إقصائياً ولا تعترف بحقوق المكونات الأخرى أو تطور تصوراً لدولة لا مركزية.35 يمثل هذا الموقف الشرخ السياسي الأعمق في سوريا ما بعد الأسد، ويهدد بتقسيم البلاد فعلياً إلى مناطق نفوذ سياسية وإدارية مختلفة.

على الصعيد الدولي، ربطت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الاعتراف بالحكومة الجديدة ورفع العقوبات الاقتصادية الخانقة بمجموعة من الشروط الصارمة، أهمها: احترام كامل لحقوق الأقليات، ومنع استخدام سوريا كقاعدة للإرهاب، وتأمين وتدمير أي مخزونات للأسلحة الكيميائية.25 ورغم أن العقوبات تم رفعها جزئياً في مايو 2025 بعد التزامات قدمتها دمشق 37، إلا أن الحكومة الجديدة لا تزال تحت المراقبة، وأي خطأ قد يعيدها إلى مربع العزلة الدولية.

 التحدي الاقتصادي والاجتماعي: إعادة بناء وطن مُدَمَّر

ورثت السلطة الجديدة بلداً مدمراً واقتصاداً منهاراً ومجتمعاً ممزقاً. الأرقام التي تقدمها المنظمات الدولية ترسم صورة كارثية: أكثر من 90% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، وحوالي 16.7 مليون سوري بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية.38 حجم الدمار في البنية التحتية والمساكن هائل، خاصة في مناطق مثل ريف دمشق وحلب وحمص ودرعا، التي تحولت أجزاء واسعة منها إلى أطلال.26

إن مهمة إعادة الإعمار تبدو شبه مستحيلة في ظل الظروف الحالية. فالتحديات لا تقتصر على تأمين التمويل الدولي الضخم اللازم، بل تمتد إلى قضايا قانونية واجتماعية بالغة التعقيد. من أبرز هذه القضايا ملف حقوق الملكية والأراضي، حيث أدت سنوات النزوح والتهجير والتغيير الديموغرافي إلى أوضاع معقدة يصعب حلها.26 كما أن إعادة بناء النسيج الاجتماعي وتعزيز التماسك المجتمعي الذي مزقته الحرب يتطلب جهوداً جبارة تتجاوز مجرد إعادة بناء الحجر.26

على الصعيد الاجتماعي، ربما يكون الخطر الأكبر هو تنامي خطاب الكراهية والانتقام. تشير تقارير حقوقية وميدانية إلى تصاعد أعمال العنف ذات الطابع الطائفي في مناطق التماس بين المكونات المختلفة، مثل ريف حمص واللاذقية والسويداء.26 هذا الخطاب، الذي تغذيه مظالم الماضي وغياب آليات العدالة، يهدد بتفكيك ما تبقى من النسيج الاجتماعي الهش، ويدفع البلاد نحو دوامات من العنف الأهلي التي قد يكون إيقافها أصعب من إسقاط النظام نفسه.

الفصل الرابع: “العصبيات” الجديدة – تحليل سوسيولوجي للواقع السوري

إن تطبيق الإطار النظري الخلدوني على الواقع السوري المعاصر يكشف عن تشابهات بنيوية مقلقة. فمع انهيار “المُلك” المتمثل في دولة البعث السلطوية، عادت “العصبية” لتكون المحرك الأساسي للفعل السياسي والاجتماعي. لم يعد الولاء للدولة أو للهوية الوطنية السورية هو الرابط الأقوى، بل تراجعت هذه الهوية الجامعة لتحل محلها ولاءات أصغر وأكثر بدائية، لكنها أشد قوة في توفير الحماية والهوية في زمن الفوضى.

 عودة الهويات الأولية: الطائفة، العشيرة، والمنطقة كـ”عصبيات” معاصرة

إن ما نشهده اليوم في سوريا هو تطبيق حي لنظرية ابن خلدون. لقد أدى انهيار السلطة المركزية القاهرة إلى تفجير الهويات الفرعية التي كانت مكبوتة. الطائفة، العرق، العشيرة، وحتى المنطقة الجغرافية، تحولت جميعها إلى “عصبيات” معاصرة تتكتل حولها الجماعات البشرية بحثاً عن الأمن والانتماء. لم تعد المواطنة السورية هي الهوية الفاعلة، بل أصبح الانتماء إلى “عصبية” معينة هو المحدد الأساسي للعلاقات والمواقف.

تتجلى هذه الظاهرة بوضوح في مختلف أنحاء البلاد. في المناطق الساحلية ذات الأغلبية العلوية، وفي محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، يسود شعور بالقلق والخوف من السلطة الجديدة التي يُنظر إليها على أنها تمثل “عصبية” أخرى، هي العصبية العربية السنية.24 هذا الشعور يدفع هذه المكونات إلى التكتل حول قياداتها التقليدية والدينية، وتشكيل مليشيات محلية للدفاع عن مناطقها، في استعادة واضحة لمنطق القبيلة التي تحمي أفرادها.

في شمال شرق سوريا، تمثل “قوات سوريا الديمقراطية” والإدارة الذاتية التجسيد الأوضح لـ”عصبية” عرقية-سياسية كردية، تسعى إلى حماية مكتسباتها في الحكم الذاتي وترفض الانصياع للسلطة المركزية الجديدة في دمشق.35 حتى داخل المكون العربي السني نفسه، الذي يمثل الحاضنة الأوسع للسلطة الجديدة، تظهر الانقسامات المناطقية والعشائرية كعامل فاعل، حيث تتنافس فصائل الشمال المدعومة من تركيا مع فصائل الداخل، وتبرز الولاءات العشائرية في المنطقة الشرقية كقوة لا يمكن تجاهلها. إن كل جماعة تنظر إلى الأخرى بعين الشك، وتعتبر أن أمنها لا يتحقق إلا بقوة “عصبيتها” الذاتية، وهو بالضبط المنطق الذي حكم “أيام العرب”.

 غياب العدالة وتأجيج الانتقام: هل تتكرر دورة “أيام العرب”؟

إن أخطر ما في هذا الواقع هو أنه يهدد بإدخال سوريا في دورة عنف لا تنتهي، تشبه إلى حد كبير دورة الثأر والثأر المضاد التي ميزت “أيام العرب”. وكما كانت تلك الحروب مدفوعة بمنطق الثأر القبلي الذي لا يعرف نهاية 10، فإن غياب آليات عدالة انتقالية موثوقة في سوريا اليوم يفتح الباب على مصراعيه أمام منطق الانتقام الفردي والجماعي.

لقد حذرت منظمات حقوقية مثل الشبكة السورية لحقوق الإنسان من أن التأخير في إرساء العدالة المؤسسية يغذي بشكل مباشر نزعات الانتقام، ويقوض أي فرصة للمصالحة الوطنية.39 عندما يفقد الضحايا وعائلاتهم الأمل في أن الدولة ستحقق لهم العدالة، فإنهم يلجؤون حتماً إلى أخذ حقهم بأيديهم. هذا الفراغ الذي تتركه العدالة الرسمية سرعان ما تملؤه “عدالة الشارع”، وهي عدالة عشوائية ووحشية، لا تؤدي إلا إلى توليد مظالم جديدة ودورات عنف مضاد.

المخاطر الملموسة التي تواجه سوريا في هذا السياق متعددة وخطيرة 39:

  1. اختفاء الأدلة: مع مرور الوقت، تتزايد محاولات المتورطين في جرائم الحرب تدمير الوثائق والأدلة التي تدينهم، مما يجعل أي محاكمة مستقبلية أكثر صعوبة.
  2. فرار الجناة: ينجح العديد من كبار المسؤولين عن الانتهاكات في الهروب خارج البلاد، مما يضمن إفلاتهم من العقاب ويزيد من شعور الضحايا بالظلم.
  3. تصاعد الانتقام الفردي: في غياب قنوات مؤسسية، يصبح الانتقام هو الخيار الوحيد المتاح للكثيرين، مما يؤدي إلى عمليات قتل وخطف على الهوية، ويشعل فتيل حروب أهلية مصغرة بين العائلات والعشائر والطوائف.
  4. ترسيخ الانقسامات: إن غياب مسار شامل للكشف عن الحقيقة والمساءلة والمصالحة يؤدي إلى تحويل الانقسامات السياسية إلى هويات طائفية وعرقية متصلبة، يصبح من المستحيل تجاوزها في المستقبل.

من هذا المنظور، فإن عملية العدالة الانتقالية في سوريا ليست مجرد مسار قانوني لمحاسبة المجرمين، أو ترفاً يمكن تأجيله. إنها أداة أساسية وحاسمة لإعادة بناء الدولة و”العصبية الوطنية”. إنها العملية التي يمكن من خلالها للسلطة الجديدة أن تثبت أنها “دولة الجميع” وليست مجرد دولة “عصبية” منتصرة تسعى لفرض هيمنتها. فمن خلال تطبيق عدالة نزيهة وشاملة تعالج المظالم التي عانت منها جميع المكونات السورية، وليس فقط الحاضنة الشعبية للثورة 40، يمكن للسلطة الجديدة أن تتجاوز أصولها “العصبية” الضيقة وتبدأ في بناء جسور الثقة مع المكونات الأخرى. هذا هو السبيل الوحيد لخلق أساس لـ “عصبية وطنية” جديدة، لا تقوم على الدم أو الطائفة، بل على المواطنة والعدل وسيادة القانون، وهو جوهر الدرس الذي تقدمه “صحيفة المدينة” عبر التاريخ.

الفصل الخامس: نحو عقد اجتماعي جديد – دروس من التاريخ والجغرافيا

تقف سوريا اليوم على حافة مفترق طرق تاريخي. إما أن تنزلق نحو التشرذم والصراع الدائم الذي تحركه “العصبيات” المتنافسة، فتكون نسخة معاصرة ومأساوية من “أيام العرب”، وإما أن تنجح في صياغة عقد اجتماعي جديد يؤسس لدولة مواطنة جامعة، مستلهمةً من الدروس الإيجابية في تاريخها وتاريخ المنطقة. إن تحقيق الخيار الثاني يتطلب مواجهة صريحة لإشكاليات الهوية العميقة، وتبني مسارات واضحة للعدالة الانتقالية.

 إشكاليات الهوية الوطنية: صراع المرجعيات والرؤى

إن جوهر الصراع في سوريا ما بعد الأسد لم يعد فقط صراعاً على السلطة، بل هو صراع أعمق حول هوية الدولة وطبيعة العقد الاجتماعي الذي سيحكمها. تدور الخلافات الرئيسية حول ثلاثة أسئلة مصيرية، تعكس رؤى متناقضة لمستقبل البلاد:

  1. هوية الدولة ومصدر التشريع: هل ستكون سوريا دولة ذات هوية إسلامية، يكون فيها الفقه الإسلامي المصدر الرئيسي للتشريع، كما يطالب بذلك قطاع واسع من التيارات الإسلامية التي تشكل نواة السلطة الجديدة؟ أم ستكون دولة مدنية حديثة، حيادية تجاه الأديان، تفصل بين المؤسسة الدينية والمؤسسة السياسية، كما تنادي بذلك النخب العلمانية والليبرالية وأجزاء من الأقليات؟ هذا الخلاف ليس مجرد نقاش نظري، بل يمس جوهر العلاقة بين الدين والدولة، ويحدد طبيعة القوانين التي ستحكم حياة المواطنين.42
  2. شكل الحكم (مركزي أم لا مركزي): هل يجب أن تحافظ سوريا على بنيتها كدولة مركزية قوية، كما يبدو من توجهات الحكومة الانتقالية التي تسعى لفرض سيطرتها من دمشق على كامل التراب السوري؟ أم أن الحل يكمن في تبني نظام لا مركزي أو فيدرالي يمنح المكونات المختلفة، خاصة الأكراد في الشمال الشرقي، درجة عالية من الحكم الذاتي لإدارة شؤونهم الثقافية والإدارية؟ هذا هو الشرخ الأكبر الذي يهدد وحدة البلاد، حيث يرى الأكراد أن أي نظام مركزي جديد سيكون مجرد استمرار للإقصاء والتهميش، بينما تخشى السلطة المركزية من أن تؤدي الفيدرالية إلى تقسيم البلاد.43
  3. مفهوم المواطنة والهوية الجامعة: كيف يمكن بناء هوية وطنية سورية جديدة تكون جامعة لكل مكوناتها؟ المبادرات الفكرية والسياسية المطروحة تقترح أن الهوية الوطنية الحديثة يجب أن ترتكز على قيم المواطنة المتساوية، والاعتراف بالتنوع الثقافي واللغوي والديني كعامل إغناء لا ضعف، والتركيز على الحقوق والحريات والعدالة للجميع.46 يتطلب هذا الانتقال من الهويات القاتلة القائمة على النفي والإقصاء إلى هوية تعددية جامعة، وهو ما يستدعي دوراً محورياً للتعليم والثقافة والمصالحة الوطنية في إعادة بناء الثقة والنسيج الاجتماعي.48

الجدول 2: مقارنة بين رؤى متنافسة للعقد الاجتماعي السوري

المحورالرؤية الإسلامية المحافظةالرؤية العلمانية/المدنيةالرؤية الفيدرالية/اللامركزية (الكردية)
هوية الدولةإسلامية، مع احترام الأديان الأخرىمدنية، حيادية تجاه الدينديمقراطية، تعددية، لا مركزية
مصدر التشريعالفقه الإسلامي مصدر رئيسي 42قوانين وضعية، فصل الدين عن الدولةدستور ديمقراطي يضمن حقوق المكونات
حقوق الأقلياتحقوق مصانة ضمن إطار الشريعةمساواة كاملة في المواطنةحكم ذاتي وحقوق ثقافية ولغوية 44
شكل الحكمجمهوري، مركزيجمهوري، قد يكون مركزياً أو لا مركزياًلا مركزي/فيدرالي 45
أبرز المؤيدينتيارات إسلامية، قيادة الحكومة الانتقاليةنخب مدنية، معارضون علمانيونالإدارة الذاتية، أحزاب كردية

مسارات العدالة الانتقالية: المساءلة، المصالحة، وجبر الضرر

لا يمكن بناء أي عقد اجتماعي جديد على أرضية من المظالم والدماء غير المعالجة. لذلك، يعتبر مسار العدالة الانتقالية شرطاً أساسياً لا غنى عنه لتحقيق المصالحة الوطنية وضمان عدم تكرار الفظائع التي ارتكبت. تواجه هذه العملية تحديات هائلة، أهمها عدم اختصاص المحكمة الجنائية الدولية بالجرائم المرتكبة في سوريا (ما لم تقرر الحكومة الجديدة الانضمام إلى نظام روما الأساسي)، وصعوبة ملاحقة وتسليم الجناة الذين فروا إلى الخارج.41

على الرغم من هذه العقبات، هناك عدة نماذج وآليات يمكن لسوريا استكشافها وتكييفها مع واقعها، وهي تشكل معاً رؤية متكاملة للعدالة 40:

  1. المساءلة والمحاسبة: تتجاوز هذه الآلية مجرد الانتقام، وتهدف إلى تحقيق العدالة للضحايا وإنهاء ثقافة الإفلات من العقاب. يمكن أن تتخذ أشكالاً متعددة، من المحاكمات الدولية لكبار القادة (إذا أمكن)، إلى إنشاء محاكم محلية متخصصة لمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
  2. كشف الحقيقة: يعتبر إنشاء “لجان الحقيقة والمصالحة” خطوة حاسمة. هذه الهيئات غير القضائية تهدف إلى جمع شهادات الضحايا والجناة، وتوثيق الانتهاكات بشكل منهجي، ورسم رواية وطنية شاملة لما حدث. إن الاعتراف الرسمي بمعاناة الضحايا هو بحد ذاته شكل من أشكال جبر الضرر.
  3. جبر الضرر: يشمل هذا المسار تعويض الضحايا وعائلاتهم، سواء كان التعويض مادياً أو رمزياً. يتضمن ذلك برامج إعادة التأهيل النفسي والجسدي، وإعادة الممتلكات، وتخليد ذكرى الضحايا عبر النصب التذكارية والمتاحف، وتحويل بعض مواقع الاعتقال والتعذيب إلى أماكن للذاكرة الوطنية.
  4. إصلاح المؤسسات: هذا هو الضمان الأهم لـ”عدم التكرار”. يتطلب هذا المسار إصلاحاً جذرياً للمؤسسات التي كانت أداة للقمع، وعلى رأسها الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية. يشمل ذلك عمليات “التطهير” أو “التدقيق” لاستبعاد المتورطين في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وإعادة بناء هذه المؤسسات على أسس وطنية ومهنية تحترم سيادة القانون وحقوق المواطنين.

الجدول 3: نماذج مقترحة للعدالة الانتقالية في سوريا

الآليةالوصف والأهدافأمثلة دولية 40تحديات التطبيق في سوريا
المساءلة الجنائية الدوليةمحاكمة كبار المسؤولين أمام المحكمة الجنائية الدولية (ICC).يوغوسلافيا السابقة، روانداتتطلب انضمام سوريا للمحكمة أو إحالة من مجلس الأمن (صعبة التحقق). 49
المحاكم المحلية المتخصصةإنشاء محاكم سورية خاصة بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.الأرجنتين، تشيليتتطلب إصلاحاً جذرياً للقضاء، وقد تواجه اتهامات بـ”عدالة المنتصر”. 26
لجان الحقيقة والمصالحةهيئات غير قضائية لجمع شهادات الضحايا والجناة وكشف الحقيقة.جنوب أفريقيا، الأرجنتينتتطلب ثقة عالية من جميع الأطراف، وقد يُنظر إليها كبديل عن المحاسبة لا مكملاً لها.
إصلاح المؤسسات (التطهير)فحص خلفيات الموظفين العموميين (خاصة في الأمن والقضاء) واستبعاد المتورطين.بولندا، ألمانيا الشرقيةخطر تحولها إلى عملية انتقام سياسي، وصعوبة الموازنة مع الحاجة للخبرات. 26
برامج جبر الضررتعويضات مادية ومعنوية للضحايا، إعادة تأهيل، تخليد الذكرى.عالميةالتكلفة الاقتصادية الباهظة في ظل دمار الدولة. 50

 توصيات لبناء الدولة المستقرة: استلهام “صحيفة المدينة”

إن النموذج التاريخي لـ”صحيفة المدينة” يقدم، على الرغم من الفارق الزمني والسياقي الهائل، مبادئ أساسية يمكن استلهامها لصياغة عقد اجتماعي سوري جديد قادر على إخراج البلاد من حالة التشرذم. لا يتعلق الأمر بنسخ الوثيقة حرفياً، بل باستيعاب منطقها في بناء الدولة على أساس العقد والتوافق بدلاً من الغلبة والقهر. بناءً على هذا المنطق، يمكن تقديم التوصيات التالية:

  1. بناء “أمة” وليس “دولة طائفة”: إن الأولوية القصوى هي إطلاق حوار وطني شامل، تشارك فيه جميع القوى السياسية والمكونات الاجتماعية والثقافية والدينية دون إقصاء، بهدف صياغة دستور جديد. يجب أن يكون هذا الدستور أساساً لهوية وطنية سورية جامعة، تعترف بالتعددية كعنصر قوة وثراء، وتضمن المساواة الكاملة في المواطنة لجميع السوريين بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو انتمائهم.46
  2. احتكار العنف الشرعي: لا يمكن قيام دولة حقيقية في ظل وجود جيوش وميليشيات متعددة. يجب أن تكون الأولوية الاستراتيجية للسلطة الانتقالية هي العمل على دمج الفصائل المسلحة في جيش وطني واحد يخضع لسلطة مدنية منتخبة، وله عقيدة وطنية واضحة هي حماية حدود الدولة ودستورها. إن إنهاء حالة “أيام العرب” المعاصرة هو شرط لا غنى عنه لبناء السلام.
  3. إرساء مرجعية عليا للعدالة: يجب الإسراع في تأسيس هيئات قضائية مستقلة وموثوقة، وتفعيل مسارات العدالة الانتقالية. إن وجود مرجعية قضائية عادلة ونزيهة هو السبيل الوحيد لقطع الطريق على منطق الثأر والانتقام، وبناء ثقة المواطن في الدولة كملاذ أخير لتحقيق العدالة.
  4. عقد دفاع مشترك: في مواجهة التدخلات الخارجية التي تقوض السيادة السورية، يجب أن يتضمن العقد الاجتماعي الجديد مبدأ الدفاع المشترك، على غرار بند “النصر على من دهم يثرب” في صحيفة المدينة. هذا يتطلب وضع استراتيجية وطنية موحدة للتعامل مع الوجود العسكري الأجنبي، واستعادة السيادة تدريجياً عبر القنوات الدبلوماسية والسياسية، بدلاً من أن يتحالف كل فصيل مع قوة خارجية لخدمة مصالحه الضيقة.

الخاتمة: مستقبل سوريا بين حتمية التاريخ وإرادة الشعب

يكشف التحليل المعمق للانهيار السريع للدولة السورية في ديسمبر 2024 عن ظاهرة تتجاوز مجرد تغيير النظام السياسي. إن ما حدث هو تفكك للسلطة المركزية التي كانت، على الرغم من استبدادها، تفرض شكلاً من أشكال الوحدة القسرية. وفي الفراغ الذي خلفه هذا التفكك، عادت إلى الظهور بقوة ديناميكيات اجتماعية وسياسية قديمة، هي ديناميكيات “العصبية” التي وصفها ابن خلدون بدقة، والتي سادت في مجتمعات ما قبل الدولة مثل شبه الجزيرة العربية في الجاهلية. لقد أصبح الولاء للطائفة والعرق والمنطقة هو المحرك الأساسي، مهدداً بإدخال البلاد في دوامة من الصراعات التي تشبه “أيام العرب”.

إن التحدي الأكبر الذي يواجه سوريا اليوم هو كيفية الانتقال من منطق “العصبية الغالبة”، حيث يسعى كل فصيل لفرض هيمنته، إلى منطق “العقد الاجتماعي الجامع”، الذي يؤسس لدولة المواطنة والعدل. إن المقاربات التاريخية التي تم استعراضها في هذا التقرير، سواء كانت نموذج “أيام العرب” السلبي أو نموذج “صحيفة المدينة” الإيجابي، ليست قدراً محتوماً يجب أن يتكرر، بل هي أدوات للفهم والتحذير والتعلم.

إن “صحيفة المدينة” نفسها هي أكبر دليل على أن التاريخ ليس مساراً حتمياً واحداً، وأن الإرادة السياسية والمجتمعية قادرة على ابتكار حلول خلاقة لتجاوز أعقد الأزمات. لقد نجحت تلك الوثيقة في تحويل مجتمع قبلي متناحر إلى أمة سياسية موحدة، ليس عبر القوة والقهر، بل عبر إرساء مبادئ المواطنة المتعددة، والأمن المشترك، وسيادة القانون.

يقف السوريون اليوم أمام فرصة تاريخية، وإن كانت محفوفة بالمخاطر والتحديات الجسام، لتجاوز إرث الاستبداد والتشرذم الذي عانوا منه طويلاً. إن نجاحهم في بناء دولة حديثة ومستقرة، دولة لجميع مواطنيها، يعتمد في نهاية المطاف على قدرتهم على التعلم من دروس تاريخهم البعيد والقريب، وعلى اختيارهم بين مسار الصراع والهيمنة الذي لا يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار، ومسار التوافق والشراكة والعدالة الذي وحده الكفيل ببناء مستقبل أفضل.

Works cited

  1. سقوط نظام الأسد في سوريا: مرحلة جديدة وسط معادلات نفوذ دولية وإقليمية صعبة, accessed on July 18, 2025, https://acpss.ahram.org.eg/News/21317.aspx
  2. سوريا بعد سقوط الأسد: تحديات الداخل والخارج | مركز الجزيرة للدراسات, accessed on July 18, 2025, https://studies.aljazeera.net/ar/article/6094
  3. +++ تغطية مباشرة – سوريا عقب سقوط نظام الأسد+++ – DW – 2024/12/8, accessed on July 18, 2025, https://www.dw.com/ar/%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%A8%D8%B4%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF-%D9%8A%D9%81%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF-%D8%AA%D8%BA%D8%B7%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%B1%D8%A9-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85/a-70994781
  4. الجزيرة العربية الحالة الفكرية والاجتماعية عند ظهور الإسلام – إسلام ويب, accessed on July 18, 2025, https://www.islamweb.net/ar/article/16540/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%B8%D9%87%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85
  5. كيف كانت الأوضاع السياسية في شبه جزيرة العرب قبل الإسلام – موضوع, accessed on July 18, 2025, https://mawdoo3.com/%D9%83%D9%8A%D9%81_%D9%83%D8%A7%D9%86%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9_%D9%81%D9%8A_%D8%B4%D8%A8%D9%87_%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8_%D9%82%D8%A8%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85
  6. ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺷﺒﻪ ﺍﳉﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ, accessed on July 18, 2025, https://archive.org/download/yemenhistorybooks/YHL/116-book.pdf
  7. كتاب المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام – أيام العرب – المكتبة الشاملة, accessed on July 18, 2025, https://shamela.ws/book/7299/3176
  8. نظرة معاصرة إلى أيام العرب وحالة انفراط السلام – مجلة البيان, accessed on July 18, 2025, https://www.albayan.co.uk/MGZarticle2.aspx?id=2849
  9. هل تعلم ما هي ايام العرب ؟ – YouTube, accessed on July 18, 2025, https://www.youtube.com/watch?v=LEIUHg0jKzY
  10. أيام العرب في الجاهلية – الموسوعة العربية, accessed on July 18, 2025, https://mail.arab-ency.com.sy/details/1753
  11. عصبية (نظرية) – ويكيبيديا, accessed on July 18, 2025, https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%B5%D8%A8%D9%8A%D8%A9_(%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D8%A9)
  12. العصبية… أو انتصارات ابن خلدون وهزائمه, accessed on July 18, 2025, https://aljumhuriya.net/ar/2021/06/04/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D9%88-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%AE%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%86-%D9%88%D9%87%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D9%85%D9%87-2/
  13. نظرية العصبية عند ابن خلدون وتأسيس الدول – رابطة علماء المسلمين, accessed on July 18, 2025, https://muslimsc.net/aklam-hura/%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%AE%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%AA%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84
  14. نظرية العصبية عند ابن خلدون وواقعنا اليوم – مجلة رواء, accessed on July 18, 2025, https://rawaamagazine.com/%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%AE%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%86-%D9%88%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84/
  15. العصبية والمُلك… جدل الغاية و”النهاية” – مركز الاتحاد للأخبار, accessed on July 18, 2025, https://www.aletihad.ae/wejhatarticle/39006/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8F%D9%84%D9%83-%D8%AC%D8%AF%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9
  16. ميثاق دولة المدينة جذور القيم الحضارية, accessed on July 18, 2025, https://saaid.org/Doat/alyami/y14.pdf
  17. صحيفة المدينة: الدعوة والبلاغ والمواطنة – tafahom issue 50.indb, accessed on July 18, 2025, https://tafahom.mara.gov.om/storage/al-tafahom/ar/2015/050/pdf/02.pdf
  18. وثيقة المدينة المضمون والدلالة – رابطة العلماء السوريين, accessed on July 18, 2025, https://islamsyria.com/storage/NewResearch/%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B6%D9%85%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%84%D8%A7%D9%84%D8%A9/4548-20121230100239.doc
  19. صحيفة المدينة – ويكيبيديا, accessed on July 18, 2025, https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D9%81%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9
  20. دولة المدينة والدستور المرسخ للمفاهيم الإسلامية الكونية – الجزيرة نت, accessed on July 18, 2025, https://www.aljazeera.net/blogs/2021/3/4/%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%B1%D8%B3%D8%AE%D8%AA
  21. وثيقة المدينة ودورها في إرساء المواطنة – المجلس الإسلامي السوري, accessed on July 18, 2025, https://sy-sic.com/?p=7777
  22. الرابحون والخاسرون من سقوط الأسد | سياسة – الجزيرة نت, accessed on July 18, 2025, https://www.aljazeera.net/opinions/2024/12/10/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%AD%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D9%88%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF
  23. معركة دمشق (2024) – ويكيبيديا, accessed on July 18, 2025, https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82_(2024)
  24. سقوط نظام الأسد – ويكيبيديا, accessed on July 18, 2025, https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7_%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF
  25. تحديات المرحلة الانتقالية في سورية وآفاقها, accessed on July 18, 2025, https://www.dohainstitute.org/ar/PoliticalStudies/Pages/the-transitional-phase-in-syria-challenges-and-prospects.aspx
  26. سوريا ما بعد الأسد: السيناريوهات والديناميات الإقليمية – معهد السياسة …, accessed on July 18, 2025, https://politicsociety.org/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%87%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A/
  27. الواقع العسكري في سورية بعد الأسد: تحديات وإستراتيجيات المستقبل, accessed on July 18, 2025, https://www.harmoon.org/researches/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-3/
  28. تقرير حالة دولة سوريا 2025 | أسباب – Asbab.com, accessed on July 18, 2025, https://www.asbab.com/%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%AD%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-2025/
  29. خريطة المواقع العسكرية للقوى الخارجية في سورية منتصف 2024 – جسور للدراسات, accessed on July 18, 2025, https://jusoor.co/ar/short-link/2484
  30. الشرع يكشف لنيويورك تايمز مصير القوات الأجنبية فى سوريا.. ويوجه …, accessed on July 18, 2025, https://www.youm7.com/story/2025/4/23/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B9-%D9%8A%D9%83%D8%B4%D9%81-%D9%84%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%8A%D9%88%D8%B1%D9%83-%D8%AA%D8%A7%D9%8A%D9%85%D8%B2-%D9%85%D8%B5%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AC%D9%86%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%89-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D9%8A%D9%88%D8%AC%D9%87/6963522
  31. البشير يعلن تكليفه برئاسة حكومة انتقالية في سوريا حتى مارس 2025 – الشرق الأوسط, accessed on July 18, 2025, https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5090175-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1-%D9%8A%D8%B9%D9%84%D9%86-%D8%AA%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%81%D9%87-%D8%A8%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%82%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%AD%D8%AA%D9%89-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3-2025?utm_campaign=nabdapp.com&utm_medium=referral&utm_source=nabdapp.com&ocid=Nabd_App&page=5
  32. الأولويات بعد سقوط الأسد | International Crisis Group, accessed on July 18, 2025, https://www.crisisgroup.org/ar/middle-east-north-africa/east-mediterranean-mena/syria/priorities-after-assads-fall
  33. Syrian transitional government – Wikipedia, accessed on July 18, 2025, https://en.wikipedia.org/wiki/Syrian_transitional_government
  34. وزراء الحكومة السورية الجديدة.. مؤهلاتهم ومحطات في حياتهم | الموسوعة – الجزيرة نت, accessed on July 18, 2025, https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2025/3/30/%D8%A3%D8%A8%D8%B1%D8%B2-%D9%88%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9
  35. الحكومة السورية الجديدة: حكومة تكنوقراط أم إرضاء للأقليات؟ – DW …, accessed on July 18, 2025, https://www.dw.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%AA%D9%83%D9%86%D9%88%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7-%D8%A3%D9%85-%D8%A5%D8%B1%D8%B6%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D9%84%D8%A3%D9%82%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA/a-72100830
  36. «الإدارة الذاتية»: الحكومة الانتقالية في سوريا ترفض التعددية – Al Akhbar, accessed on July 18, 2025, https://www.al-akhbar.com/syria/850707/-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9—%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%82%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%B1%D9%81%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D8%AF%D9%8A%D8%A9
  37. بعد تجاهل شرط انسحابها.. هل أقر الغرب بدور لروسيا في سوريا؟ | سياسة – الجزيرة نت, accessed on July 18, 2025, https://www.aljazeera.net/politics/2025/5/30/%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D9%87%D9%84-%D8%B4%D8%B1%D8%B7-%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D9%87%D8%A7-%D9%87%D9%84-%D8%A3%D9%82%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A8
  38. سوريا: فرصة لإنهاء دورة القمع والانتهاكات – Human Rights Watch, accessed on July 18, 2025, https://www.hrw.org/ar/news/2025/01/16/syria-chance-end-cycle-repression-abuse
  39. عدالة انتقالية في سوريا: ضرورة وطنية لمنع الانتقام وضمان الاستقرار ما …, accessed on July 18, 2025, https://snhr.org/arabic/2025/05/10/%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%82%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%B6%D8%B1%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%85/
  40. التطبيقات العملية للعدالة الانتقالية: الدروس المستفادة من التجارب الدولية – مركز الحوار السوري, accessed on July 18, 2025, https://sydialogue.org/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%82%D8%A7%D9%84%D9%8A/
  41. هكذا سيُحاسب المجرمون السابقون في سوريا | سياسة – الجزيرة نت, accessed on July 18, 2025, https://www.aljazeera.net/opinions/2025/5/11/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D8%AD%D8%A7%D8%B3%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%B1%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%82%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A
  42. العقد الاجتماعي في سورية المستقبل – مركز حرمون للدراسات المعاصرة, accessed on July 18, 2025, https://www.harmoon.org/researches/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84/
  43. سيناريوهات الدولة ونظام الحُكم في سوريا ما بعد الأسد – Strategiecs Think Tank, accessed on July 18, 2025, https://strategiecs.com/ar/analyses/%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%87%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%88%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF
  44. الهوية الوطنية السورية بين الإشكالية والالتباس – المركز العربي لدراسات سوريا المعاصرة, accessed on July 18, 2025, https://www.harmoon.org/researches/%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B4%D9%83%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9/
  45. ياسر سليمان: العقد الاجتماعي مشروع دستوري وطني – وكالة هاوار للأنباء, accessed on July 18, 2025, https://hawarnews.com/ar/121372
  46. الهوية الوطنية والدولة في سورية ما بعد الثورة – مركز حرمون للدراسات المعاصرة, accessed on July 18, 2025, https://www.harmoon.org/researches/%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF/
  47. اعادة بناء الهوية السورية | PDF | Politics | Social Science – Scribd, accessed on July 18, 2025, https://www.scribd.com/document/513130085/%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9
  48. قراءة في رسالة ماجستير: إعادة بناء الهوية الوطنية السورية في مرحلة ما بعد النزاع, accessed on July 18, 2025, https://arabiansforum.net/archives/64160
  49. خطوة نحو العدالة: بعد مضيّ عقد من الزمن – المركز السوري للعدالة والمساءلة, accessed on July 18, 2025, https://ar.syriaaccountability.org/khtw-nhw-laadl-baad-mdyw-aaqd-mn-lzmn/
  50. العدالة الانتقالية، تحديات ومسارات نحو بناء مستقبل جديد, accessed on July 18, 2025, https://www.harmoon.org/researches/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%82%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-2/